ترجمة: فهمــــي علــــوان

 

ذاتَ مرة كانَ هُناك عالم

 

.ليس شديد الإختلاف عن عالمنا

 

و كانت فيه كوارث طبيعية عرضية

 

ثورانات بُركانية ضخمة

 

و مرةً من كُلِّ فترة
يأتي كويكب

 

مُنطلقاً من السماء

 

.لِيُسبِبَ بعض الضرر

 

لكن للمليار سنة الأولى
أو نحو ذلك

 

.سيبدو كالجنة

 

هذا الذي نظنُ أن كوكب الزهرة
بدا عليه

 

.عندما كان نظامنا الشمسي يافعاً

 

و بعد ذلك بدأت الأمور تسيرُ
على نحو خاطئ بشكلٍ مرعب

 

الحلقة الثانية عشر من سلسلة الكون بعنوان
"العالم مُحرَّر"

 

كوكب الزهرة الذي بدا
ذاتَ مرةٍ كالجنة

 

تحول إلى نوعٍ من الجحيم

 

التباين بين العالمين يُمكن
أن يكون توازنٌ دقيق

 

.أكثرَ دِقةٍ مما قد تتخيلون

 

حين تبدأ الأشياء بالإنحلال
.فليس هناك طريقٌ للعودة

 

هكذا الزهرة
أقرب جار كوكبي لنا يبدو اليوم

 

إختفت مُحيطات الزُهرة منذُ وقتٍ
طويل

 

السطحُ أسخن من
,فُرن الشواء

 

.ساخنٌ كفاية لإذابة الرصاص

 

لماذا؟

 

قد تظنون أنه بسب أن الزهرة أقرب
إلى الشمس ب30 % مما هي عليه الأرض

 

.لكن ذلك ليس السبب

 

الزُهرة مُغطى تماماً بِسُحبِ

 

حمض الكبريتيك

 

و التي تمنع كُل أشعة الشمس
.تقريباً من الوصول إلى السطح

 

يتعينُ على هذا أن يجعل من الزهرة
.أبرد بكثير من الأرض

 

إذاً لماذا الزهرة حارٌ لافح؟

 

هذا بسبب أن الكمية الصغيرة
من أشعة الشمس

 

التي تتسرب خلال السُحب
كي تَصِلَ السطح

 

.لا تستطيع الخروج مُجدداً

 

تدفُق الطاقة مسدود

 

بواسطة غِلافٍ جوي كثيف
من ثاني أُكسيد الكربون

 

غازُ ثاني أكسيد الكربون ذلك

 

CO2 أو
إختصاراً

 

.يعملُ كَدِثارٍ خانق يحفظ الحرارة داخلاً

 

لا أحد يحرق الفحم

 

أو يقود مركبات مُستهلكة للوقود
.على الزهرة

 

يُمكنُ للطبيعة أن تُدمرَ البيئة

 

من دونِ أي مُساعدة
.من حياةٍ ذكية

 

الزهرة في قبضة إحتباسٍ
.حراري قاسٍ

 

لماذا يبدو و كأننا داخل تجويف؟

 

هذا بسبب شدة ضغط
.الغلاف الجوي

 

ذلك حُطام
.فينيرا 13

 

في عام 1982 عُلماء و مهندسي

 

ماكان يُعرفُ حينها بالإتحاد السوفيتي

 

أنزلوا بنجاحٍ هذه المركبة
الفضائية على الزهرة

 

تمكنوا من الإبقاء عليها
باردةً

 

لأكثر من ساعتين

 

.لذا تمكنت من تصوير ما يُحيطُ بها

 

و إرسال الصور إلى الأرض

 

قبل أن تحترق الإلكترونيات
.التي على متنها

 

بدأ الزهرة و الأرض
تقريباً بنفس كمية

 

الكربون, لكن العالمين كانا
مسيران

 

,على طول مسارات مختلفة جذرياً

 

كان الكربون العنصر الحاسم
.في كلا القصتين

 

كُل الكربون على الزهرة تقريباً
على هيئةِ غاز

 

.ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي

 

أغلب الكربون على الأرض قد
خُزِّنَ لِععصورٍ

 

في خزائن صلبة
,من الصخر المُكربن

 

كهذه
جزء من سلسلة تكوِّن

 

منحدرات دوفر البيضاء
,الشهيرة

 

.تماماً على القناة الإنجليزبة

 

أيُ عملاقٍ شيَّدَ هذه الأعجوبة؟

 

مخلوق أصغر بألف مرة من
.رأس الدبوس

 

تريليوناتٍ منها

 

.طحالبٌ وحيدةُ الخلية

 

تُزود البراكين الغلاف الجوي
.بثاني أُكسيد الكربون

 

.و تمتصهُ المحيطات بِبُطأ

 

عاملةً على مدى ملايين الأعوام

 

حصدت الطحالب المجهرية
ثاني أكسيد الكربون

 

.و حولته إلى هذه الأصداف الصغيرة

 

تراكمت في ترسبات سميكة من
الطباشير

 

.أو حجرٍ جيري على قعرِ المحيط

 

و بعد ذلك دفعت الأرض المُظطربة
سطح البحر

 

.و شكلت هذه الجروف الضخمة

 

كائنات بحرية أُخرى

 

تشرَّبت ثاني أكسيد الكربون
.لتبني حيود مرجانية ضخمة

 

و حولت المحيطات ثاني أكسيد الكربون
المذاب إلى حجر جيري

 

.من دونِ أي مساعدةٍ حتى من الحياة

 

و كنتيجة, خُلِّفَت كمية بسيطة كغاز

 

,في غلاف الأرض الجوي

 

.ولا حتى ثلاثة أجزاء من المئة من واحد في المئة

 

تخيلوا هذا أقل من ثلاثة جزيئات

 

.من كُلِّ عشرة ألف

 

إلا أنه يصنعُ الإختلاف الحيوي

 

بين قِفارٍ قاحلة

 

.و حديقة الحياة على الأرض

 

من دون ثاني أُكسيد الكربون
بالكامل

 

.ستكون الأرض مُتجمِّدة

 

,و بِضعفِ الكمية الموجودة

 

لازلنا نتحدثُ فقط عن ستة جُزيئات
من كُل عشرةِ ألف

 

ستغدو الأشياء ساخنة
.بشكلٍ غيرِ مُريح

 

.و ستُسبب مشاكل خطيرة

 

لكن ليس بسخونةِ الزهرة

 

و لا حتى أقرب

 

فقد ذلك الكوكب مُحيطه في الفضاء

 

.قبل مليارات السنوات

 

من دون مُحيط لم
يكن لدي الزهرة طريقة

 

لأسرِ ثاني أُكسيد الكربون من
من الغلاف الجوي

 

.و تخزينه على شكل معدن

 

إستمر ثاني أكسيد الكربون المنبعث
من البراكين الثائرة بالإستفحال فقط

 

و اليوم, ذلك الغلاف الجوي أثقل بتسعين
مرة من غلافنا

 

كُله على الأغلب
.من ثاني أكسيد الكربون الحاجز للحرارة

 

و لهذا الزهرة كالجحيم المفترس
.المُعادي للحياة

 

الأرض
في إختلافٍ مدهش

 

حيةٌ و تتنفس

 

و لكن بِبُطئٍ شديد

 

يستغرقُ النَفس الواحد
سنة كاملة

 

,تحتوي الغابات على أغلب حياة الأرض

 

و أغلب الغابات موجودة في
.نصف الكرة الأرضية الشمالي

 

عندما يأتي الربيع في الشمال

 

تستنشِقُ الغابات ثاني أكسيد الكربون
من الهواء

 

و تنمو محولةً الأرض
إلى الأخضر

 

تهبُط كميات ثاني أكسيد الكربون
في الغلاف الجوي

 

و عندما يأتي الخريف و تُسقِط
النباتات أوراقها

 

تتحلل زافرةً ثاني أكسيد الكربون

 

.مرةً أخرى إلى الغلاف الجوي

 

يحدثُ نفس الشيء في نصفِ
الكرة الجنوبي

 

.لكن في الوقت المُعاكس من السنة

 

لكن نصف الكرة الجنوبي
في الغالب مُحيط

 

لذا فهي غابات الشمال

 

من يتحكم بالتغيرات السنوية
.لثاني أكسيد الكربون في العالم

 

تتنفسُ الأرض بهذه الطريقة لعشرات
ملايين السنوات

 

لم يلحظ أحداً هذا
حتى عام 1958

 

عندما إبتكر عالم مُحيطات يُدعى
تشارلز ديفيد كيلينج

 

الطريقة التي تقيس بدقة
كمية ثاني أكسيد الكربون

 

.في الغلاف الجوي

 

.إكتشفَ كيلينج تنفُس الأرض المتقن

 

و لكنه إكتشف أيضاً
,شيئاً صادم

 

إرتفاع سريع لم يشهده
التاريخ البشري

 

.في المستوى الشامل لثاني أكسيد الكربون

 

.و المستمر منذُ ذاك الوقت

 

الإنحراف الحاد من مُستويات ثاني
أكسيد الكربون التي سادت

 

خلال نهوض الزراعة و الحضارة

 

في الواقع أن الأرض لم
ترى له مثيل

 

.في ثلاثة ملايين سنة

 

كيف لنا أن نكون متأكدين
هكذا

 

.الدليلُ مكتوبٌ في الماء

 

تحفظُ الأرض مُذكراتٍ تفصيلية

 

مكتوبةٌ في ثلوج السنةِ
الماضية

 

قام علماء المناخ بثقب
باطن الجليد

 

من أعماق مُجلدات جرين لاند
و القطب الجنوبي

 

لدى طبقات الجليد هواء
قديم

 

.محتجز في داخلها

 

نستطيع قراءة السجلات المُستمرة

 

لغلاف الأرض الجوي و الممتد
.على مدى ال 800 ألف سنة الماضية

 

و في كل ذلك الوقت

 

كمية ثاني أكسيد الكربون في الهواء

 

لم ترتفع فوق ثلاثة أجزاء من المائة
.للواحد في المائة

 

.و هذا حتى تحوُّل القرن العشرين

 

.و من حينها و هو يرتفع بثبات و بسرعة

 

إنه الأن أعلى ب 40% مما
.كان عليه قبل الثورة الصناعية

 

بإحراق الفحم و النفط و الغاز

 

زفرت حضارتنا ثاني أكسيد الكربون

 

أسرع بكثير
.من تمكن الأرض من إمتصاصه

 

لِذا عُزِّزَ ثاني أكسيد الكربون
في الغلاف الجوي

 

.الكوكب يسخُن

 

كُل جسم ساخن يُشعُّ نوعاً
من الضوء

 

و الذي لا يُمكن رؤيته بالعين
.المجردة

 

.ضوء تحت أحمر حراري

 

نُشعُّ جميعاً بإشعاعات حرارية
غير مرئية

 

.حتى في الظلام

 

هذا ماتبدو عليه الأرض

 

.بالأشعةِ تحت الحمراء

 

تَرَونَ حرارة جسم الكوكب

 

الضوء القادم من الشمس
يضرب السطح

 

تمتصُ الأرض أغلب تلك الطاقة

 

و التي تُسخِنُ الكوكب

 

و تجعل السطح يتوهج بالأشعة
.تحت الحمراء

 

لكن ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي

 

يمتص أغلب تلك الإشعاعات الحرارية
الخارجة

 

مُرسلاً أكثرها مرةً أخرى
إلى السطح

 

و هذا يجعل من الكوكب أكثر
.سخونة

 

.و هذا مايقوم به الإحتباس الحراري

 

,إنها فيزياء أساسية

 

.إيقاف تدفق الطاقةِ فقط

 

.لا يوجد خلافٌ في ذلك

 

إذا لم يكن لدينا أي
ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجوي

 

ستكون الأرض مُجرد كُرة ثلجية
كبيرة

 

.و لن نكون هنا

 

إذا القليلُ من الإحتباس الحراري
هو شيء جيد

 

لكن الكثير منه يمكنه أن
يُزعزع المناخ

 

.و يُدمر أسلوب حياتنا

 

,حسناً

 

لكن كيف نعلم أين هي المشكلة؟

 

رُبما الأرضُ نفسها هي المُسبب
في إرتفاع ثاني أكسيد الكربون

 

رُبما لا حيلة لها مع النفط
.و الفحم الذي نحرقه

 

.و ربما هي هذه البراكين الملعونة

 

كُلِّ بِضعِ سنوات
جبل إتنا في صقلية

 

.ينفث مخزونه

 

يُرسِلُ كُل ثوران كبير ملايين الأطنان

 

من ثاني أكسيد الكربون في
.الغلاف الجوي

 

و الأن إضافة هذا مع ناتج

 

.كل الأنشطة البركانية الأخرى على الكوكب

 

دعونا نأخذ أكبر التقديرات العلمية

 

حوالي 500 مليون طن

 

من ثاني أكسيد الكربون
البركاني

 

يدخلُ الغلاف الجوي سنوياً

 

,يبدو كثيراً أليس كذلك

 

هذا لا يصل حتى إلى 2 % من
الثلاثين مليار طن

 

من ثاني أكسيد الكربون الذي
.تُنتجهُ حضارتنا سنوياً

 

,و شيء مُضحك

 

الزيادة المُقاسة لثاني أكسيد الكربون
في الغلاف الجوي

 

تتطابق مع الكمية المعلومة التي ألقيناها

 

.بإحراق الفحم و النفط و الغاز

 

لدى ثاني أكسيد الكربون البركاني
علامة مُميزة

 

إنه أثقلُ قليلاً من النوع

 

.الناتج من إحراق الوقود الأحفوري

 

يُمكننا تمييز الإختلافات
بينهما

 

.عندما نختبرهما على المستوى الذري

 

من الواضح أن زيادة ثاني أكسيد الكربون
في الهواء

 

.ليست من البراكين

 

و أكثر من ذلك, الإحترار الملاحظ
هو بنفس القدر المتوقع

 

من الزيادة المُقاسة
.لثاني أكسيد الكربون

 

.إنها قضية محصورة

 

فبصماتنا في كل مكانٍ
.منها

 

كم هو مقدار 30 مليار طن من
ثاني أكسيد الكربون في السنة؟

 

إذا ضغطتموه إلى هيئةٍ صلبة

 

سيشغلُ تقريباً نفس حجم

 

.منحدرات دوفر البيضاء

 

و نحنُ نضيف هذا القدر
من ثاني أكسيد الكربون في الهواء كل سنة

 

.من دون شفقةً سنة بعد سنة

 

و من سوء حظنا
أن المُخَلَّف الرئيسي

 

لحضارتنا ليس بأي مادة

 

صادف أن يكون الغاز الرئيسي
المغير لمناخ

 

مُنظم حرارتنا العالمي
.على توالي السنين

 

من السيء أن يكون ثاني أكسيد
الكربون غازاً غير مرئي

 

ربما إن استطعنا رؤيته

 

إذا كانت أعيننا حساسةً
لثاني أكسيد الكربون

 

و ربما هناك مخلوقات كهذه
.في الكون

 

إذا استطعنا رؤية كل ثاني أكسيد
الكربون ذلك

 

عندها سنتغلب على الإنكار

 

.و نفقه حجم تأثيرنا على الغلاف الجوي

 

دليل أن العالم أصبح أسخن
في كل ماحولنا

 

في البدئ, دعونا نفحص
.ميازين الحرارة

 

محطات الطقس حول العالم
و المُحتفظة

 

بسجلات موثوقة لدرجات الحرارة منذ
ثمانينات القرن التاسع عشر

 

إستخدمت ناسا البيانات لتجميع خريطة

 

مُتعقبةً مُعدل درجات الحرارة حول
العالم خلال الزمنُ

 

الأصفر يعني درجات حرارة أدفأ

 

من المعدل لأي منطقةٍ من
ثمانينات القرن التاسع عشر

 

و البرتقالي يعني ساخن

 

.و الأحمر يعني أسخن

 

العالم أسخن مما كان عليه
.في القرن التاسع عشر

 

عودةً لذاك الوقت, في أعظم إعتدالٍ
.شاهده العالم

 

عبقريٌ منسي

 

.شرح الحل لهذه المشكلة

 

...تعالوا معي

 

ذات مرة كان هناك عالم

 

لم يكن ساخناً جداً
و لا بارداً جداً

 

.كان بالقدرِ الملائم

 

بعد ذلك أتى وقت
بدأت الحياة التي فيه

 

ملاحظة
.أن كوكبنا العزيز كان يتغير

 

و هذا لم يكن
.كما لو أننا لم نراهُ قادماً

 

بالعودة ماضياً إلى 1896

 

حَسَبَ العالم السويدي سفانبيه آرهينيس

 

أن مُضاعفة كمية ثاني أكسيد الكربون
في الغلاف الجوي

 

.ستُذيب الجليد القطبي

 

و في ثلاثينيات القرن العشرين

 

الفيزيائي الأمريكي
إي أو هربرت

 

في مختبر بحث البحري

 

.أكد تلك النتيجة

 

.إلى الأن كانت مُجرد نظرية

 

لكن بعد ذلك

 

المهندس الإنكليزي
جاي كاليندر

 

جمَّع الدليل ليُظهر

 

أن كلاً من ثاني أكسيد الكربون

 

و معدل درجة الحرارة العالمي

 

.كانا بالفعل يرتفعان

 

,حتى الأن

 

رُبما يُغير الإنسان و من دون قصدٍ
مناخ العالم

 

من خلال نفايات حضارته

 

بسبب إطلاقنا
عبر المصانع

 

و المركبات كل سنة
أكثر من

 

.ستة مليار طن من ثاني أكسيد الكربون

 

و الذي يساعد الهواء على إمتصاص
.الحرارة من الشمس

 

يبدو و أن غلافنا الجوي
.اصبح أسخن

 

و هل هذا سيء؟

 

حسناً, لقد تم حساب أن رتفاع
بضع درجات

 

في درجة حرارة الأرض

 

.سيُذيب الغطاء الجليدي القطبي

 

في عام 1960
إحتوت أطروحة دكتوراة كارل سيجان

 

على الحساب الأول

 

لتأثير الإحتباس الحراري الخاطف
.على الزهرة

 

كان هذا جزء من مسيرة عمل طويلة
اهتمت

 

بالأغلفة الجوية للكواكب
.و من ضمنها كوكبنا

 

في السلسلة الأصلية لبرنامج الكون
عام 1980 حذَّرَ كارل سيجان

 

نحن نُطلق كميات كبيرة من
ثاني أكسيد الكربون

 

.رافعين تأثير الإحتباس الحراري

 

قد لا يستغرق طويلاً

 

لفقد توازن
,مناخ الأرض

 

و تحويل هذه الجنة
منزلنا الوحيد في الكون

 

.إلى نوعٍ من الجحيم

 

,منذ أن تحدث كارل بهذه الكلمات

 

أثقلنا الغلاف الجوي لعالمنا بِ 400

 

.مليار طن من ثاني أكسيد الكربون

 

,إذا لم نُغير من أساليبنا

 

كيف سيبدو الكوكب في
المستقبل لأبنائنا؟

 

بناءاً على الإسقاطات العلمية

 

إذا استمرينا القيام بالأعمال
كما اعتدنا

 

.فأبنائنا سيكونون في رحلةٍ وعرة

 

موجات حر قاتلة
و جفاف قياسي

 

إرتفاع مستويات البحر
.و إنقراضات جماعية لفصائل

 

ورثنا عالماً سخي

 

أصبح مُمكنا
.بواسطة مناخ ثابت نسبياً

 

إزدهرتٍ الزراعة و الحضارة

 

.لآلاف السنوات

 

و الأن, لا مُبالاتنا و جشعنا
.يضع كُل هذا في خطر

 

حسناً, إذا كنا نحنُ العلماء
جيدون في

 

في عمل هذه التنبؤات الطويلة الأمد الكارثية
عن المناخ

 

كيف لنا أن نكون سيئون إلى هذا الحد
في توقع الطقس؟

 

إلى جانب هذا, حظينا بشتاءٍ بارد
.في بلدتي هذا العام

 

,على الرغم من إدعائاتنا نحن العلماء

 

قد نكون شاهدينَ على
.تبريد عالمي

 

هنا الإختلاف
..بين الطقس و المناخ

 

الطقس هو مايقوم به الغلاف الجوي
على المدى القصير

 

ساعةً بساعة
.و يوم بيوم

 

الطقس فوضوي
مايعني أنه حتى

 

الإظطراب المجهري قد يؤدي
.إلى تغيرات على مقياس كبير

 

و لهذا تنبؤات العشرة أيام
.عديمة جدوى

 

فراشة تٌرفرف بأجنحتها في "بالي" و بعد
ستة أسابيع

 

حفلة زواجك في الهواء الطلق
.في "ماين" تُصبحُ أطلالاً

 

المناخ هو المعدل الطويل الأمد

 

.للطقس على مدى مجموعة من السنوات

 

شُكِّلَ بواسطة قوى عالمية
تُعدِّل توازن الطاقة

 

في الغلاف الجوي
كالتغيرات في الشمس

 

,و ميلان محور الأرض

 

و كمية ضوء الشمس التي تعكسها
الأرض إلى الفضاء

 

و تركيز غازات الإحتباس الحراري
.في الهواء

 

التغيير في أيٍ منهم
يؤثر في المناخ

 

بِطُرقٍ
.متوقعة بشكلٍ عام

 

تسكُع صديقي

 

يُمثِّل التأرجحات القصيرة المدى

 

.هذا هو الطقس

 

من المُستحيل توقع

 

,مالذي سيجذب إهتمامه لاحقاً

 

لكن ليس صعباً معرفةُ
مالذي سيكون عليه مجال تِجواله

 

.لأنني مُمسكاً بزمامه

 

لا يُمكننا مُلاحظة المناخ مباشرةً

 

--كل مانراهُ هو الطقس

 

لكن مُتوسط الطقس
على مدى السنوات

 

.يكشِفُ عن نمط

 

أنا أُمثِل الإتجاه الطويل المدى

 

.و هو المناخ

 

ابقوا أعينكم على الرجل
.و ليس الكلب

 

من الصعبِ التنبؤ بالطقس
تماماً مثل صديقي هنا

 

.لكن المناخ قابلٌ للتنبوء

 

المناخُ قد تغير مراتٍ عديدة
في التاريخ الطويل للأرض

 

و لكن دائماً كردةِ فعلٍ
.لقوة عالمية

 

القوة الأكبر التي تقود
تغير المناخ الأن

 

هي زيادة ثاني أكسيد الكربون
من إحراق الوقود الأحفوري

 

و الذي يحتجز حرارة أكثر
.من الشمس

 

كل تلك الطاقة الفائضة يجب
.أن تذهب إلى مكانٍ ما

 

.بعض منها يُسخِّن الهواء

 

.و أغلبها ينتهي المطافُ به في المحيطات

 

في كل أنحاء العالم
.تُصبِحُ المحيطات أكثر سخونةً

 

و هذا أكثر وضوحاً
في المحيط القطبي

 

.و الأراضي المُحيطة به

 

حسناً, إذاً نحنُ نفقد جليد البحر
الصيفي

 

في مكانٍ يصعبُ على أي
.أحدٍ الذهاب إليه

 

مالذي يُهمني فيما إذا كان لا يوجد
جليد حول القطب الشمالي؟

 

الجليد هو أكثر سطحٍ طبيعي إشراقاً
على الأرض

 

و مياه المحيط المفتوح هي
.الأدكن

 

يعكس الجليد أشعة الشمس القادمة
.إلى الفضاء

 

و الماء يمتص ضوء الشمس

 

و يُصبح أسخن, و هذا يُذيبُ المزيد من الجليد

 

و يكشف المزيد من سطح المحيط

 

.ليمتص المزيد من ضوء الشمس

 

و هذا مانُطلق عليه
.حلقة الأثار المرتدة الإيجابية

 

و هي واحدة من عدة أليات طبيعية
تعمل على تكبير

 

أي تسخين حدث بواسطة
.ثاني أكسيدالكربون فقط

 

نحنُ في نقطة درو
في ألاسكا

 

.على حافة المحيط المتجمد الشمالي

 

حينما وُلدت كان الشاطئ يمتدُ
ميلاً للداخل

 

و كان يتكسر بمعدل
.عشرين قدم في السنة تقريباً

 

...و الأن

 

.يتآكل بِمعدل 50 قدم في السنة تقريباً

 

.المحيط المتجمد الشمالي يسخُن

 

.و بمُعدل متسارع

 

لذا فهو يفقدُ جليد
.أكثر بِمرور السنة

 

أوراق الساحل تلك

 

أكثر تعرضاً للتعرية
,من العواصف

 

,و التي أصبحت أيضاً أكثر قوة

 

تأثير آخر
.لتغير المناخ

 

الأصقاع الشمالية لألاسكا
و سيبيريا و كندا

 

هي أراضٍ مُتجمدة

 

أرض تم تجميدها على مدار السنة
.لآلاف الأعوام

 

تحتوي على الكثير من المواد العضوية

 

أوراق و جذور قديمة من نباتات

 

.نمت قبل آلاف السنين

 

و لأن الأنحاء القطبية تسخُن أسرع

 

,من أي مكان آخر على الأرض

 

,فإن الأراضي المُتجمدة تذوب

 

,و محتوياتها تتعفن

 

تماماً كما لو فصلت القابس عنِ
.حُجرة التجميد في الثلاجة

 

يُطلق ذوبان الأراضي المتجمدة
ثاني أكسيد الكربون

 

و الميثان و حتى غازات دفيئة
أكثر فاعلية

 

.في الغلاف الجوي

 

و هذا يجعل من الوضع أشد سخونةً

 

مثل آخر لآلية
.حلقة الأثار المرتدة الإيجابية

 

تُخزن الأراضي المُتجمدة كربون يكفي

 

لأكثر من ضعف ثاني أكسيد الكربون
.الموجود في الغلاف الجوي

 

بالمُعدلِ الذي نمضي فيه

 

الإحترار العالمي قد يُطلق أكثره

 

.مع نهاية القرن

 

ربما ندفع المناخ إلى خلف
نقطة اللاعودة

 

.إلى مُنزلق غير متوقع

 

حسناً الهواء و الماء

 

و اليابسة
كُلهم يسخنون

 

.إذاً فالإحترار العالمي يحدث فعلاً

 

لكن ربما هي ليست غلطتنا

 

.رُبما هي الطبيعة فقط

 

.رُبما تكون الشمس

 

.لا إنها ليست الشمس

 

,راقبنا الشمس عن كثب لعقود

 

.و ناتج الطاقة الشمسية لم يتغير

 

و ماهو أكثر
تسخنُ الأرض أكثر في المساء أكثر

 

,من النهار

 

.و في الشتاء أكثر من الصيف

 

و ذلك تماماً مانتوقعه من تسخين
,الإحتباس الحراري

 

.لكن عكس ماقد يُسبِبَهُ الإرتفاع في الناتج الشمسي

 

من الواضح الأن و من دون أدنى شكٍ

 

.بأننا نُغيرُ المناخ

 

ليست الشمس المُشكلة

 

,لكنها الحل

 

,و نحنُ نعلمُ بهذا منذُ وقتٍ طويل

 

.أطولُ مما قد تعتقدوه

 

باريس, في أيلول من العام 1878

 

لن يكونَ بُرج إيفل مُنتصباً
لسنواتٍ قادمة

 

شاهدة على واحد من أكثر
المشاهد المتألقة

 

.الي رئاها العالم

 

الرأس العظيم
لتمثالِ الحرية

 

.قد أُكمِلَ للتو

 

آلاف العارضون من أنحاء الكوكب

 

يُغطون 66 فداناً من باريس

 

.مع مخترعاتهم و بضائعهم

 

أول شرحٍ علني لأديسون عن
المصباح الكهربائي

 

.لن يتِم إلا بعد سنة

 

لا يوجد شيئاً من قبيل الأجهزة
الكهربائية

 

.لا ينقر الناس المفاتيح و لا يضغطون الأزرار

 

إنهُ عالم أذرع التدوير اليدويةِ
.و العربات التي تجرها الخيول

 

ذاك هو الفتى الذي أتينا لرؤيته

 

الشخصُ صاحب الشارب
الغريب

 

مُدرِسُ رياضيات اسمهُ
.أوغستا موشا

 

.تذكروا هذا في 1878

 

هذا عالمٌ مُضاء في الغالب
.بمصباح الغاز

 

.السيارات لازالت على بعدٍ سنوات

 

.لكن موشا هنا أبهر الحشد

 

.بِمُكثف طاقتهٍ الشمسي

 

!الشمسُ تخُصُّنا جميعاً

 

على الرغم من أنها تبعدُ 150
مليون كيلومتر عنا

 

!إشعروا بطاقتها الرائعة

 

يُركزُّ إختراعي الطاقة المجانية للشمس

 

.و يحولها إلى حركةٍ ميكانيكية

 

يُمكنهُ ان يُزود الطاقة إلى
.أي نوعٍ من الآلات

 

يستطيعُ إنتاج الكهرباء أو
تشغيل المطابع

 

.أو صُنعِ الثلج في يومٍ حار

 

ها نحنُ ذا

 

,تخيلوا هذا

 

.حُوِّلَ ضوءُ الشمس إلى جليد

 

تَروَن يا أصدقائي
العجائبُ التي نستطيع عملها

 

.إذا إستخدمنا طاقة الشمسِ السخية

 

سينفذُ الفحم في يومٍ ما
من العالم

 

لكن الشمس العظيمة ستبقى
.دائماً موجودةٌ لأجلنا

 

أخذ موشا الميدالية الذهبية معه
.من المعرض

 

لكن أسعار الفحم هبطت

 

ليُصبح رخيصاً للغاية بحيثُ
.لم يكن هناك أي إهتمام بالطاقةِ الشمسية

 

إلى جانب ذلك
لم يفهم أحد في ذلك الوقت

 

الثمن الحقيقي
.لإحراق الوقود الأحفوري

 

.توقفَ تمويل أبحاث موشا

 

بعد 35 سنة, في السنوات
,الأولى من القرنِ العشرين

 

يُفتحُ باب آخر
.لَمستقبل بديل

 

حدث هذا في مصر
.على ضفاف النيل

 

...مُذكرة لمُسافري الزمن في المستقبل

 

ستكون هذه نُقطة دخول ممتازة

 

.لتفادي تغير المناخ

 

مصر, عام 1913

 

ذلك هو فرانك شومان
.من فيلادلفيا

 

لم يحظى سوى بثلاث سنوات
من التعليم

 

لكن عبقريته للإبتكار
.أكثر ماعوضه عن ذلك

 

قبل أن يبلغ الثلاثين
إخترعَ شومان زجاج الأمان

 

و المستخدم في السيارات و المناور
مُنقذاً أرواحاً لا تُحصى

 

.و جاعلاً منهُ رجُلاً ثرياً جداً

 

ثريٌ كفاية ليواصل شغفهُ الحقيقي

 

.الطاقة الشمسية

 

قاد شومان الفريق الذي
صمَّمَ و أنشأَ

 

.مصفوفةٌ من مُركزات الطاقة الشمسية

 

.يُمكنها تغذية مُحرك بخاري

 

يأملُ شومان في إستخدام قوة الشمس

 

,لِريِّ الصحراء

 

.و جعلها خضراء

 

التدشين الرسمي

 

لِمحطةِ شومان للطاقةِ الشمسية
في 1913

 

.كان نجاحاً باهراً

 

لقد إخترعَ طريقةً عملية
للإستفادةِ من طاقة الشمس

 

,على مقياسٍ صناعي

 

جاعلاً من الطاقة الشمسية أرخص
.من الفحمٍ حتى

 

الحكومات الألمانية و البريطانية

 

عرضّ كِلاهما تمويل كريم لشومان

 

.لتطوير إختراعه

 

كانت المصدر المثالي للطاقة التي لا تنضب

 

,في المناطق الإستوائية

 

حيثُ الفحم المستورد
.كان باهض الثمن

 

لكن شومان كان حالماً
.بشكلٍ أكبر

 

في رسالةٍ
لأمريكي علمي

 

حَسَبَ
أن محطات الطاقة الشمسية الخاصة بهِ

 

إذا نُشِرَت في مساحةٍ من
الصحراء الكبرى

 

بطولِ 150 ميل على الجانب فقط
يُمكن أن تزودَ طاقة بالقدرِ

 

.المستهلك من كل صناعات العالم

 

.لكن هذا لم يحدث

 

سوق الوقود الأحفوري السائل, و البترول

 

كان نشطاً لِلشحن

 

.و التدفئة و السيارات و الشاحنات

 

كان النفط وفيراً
,و أرخص حتى من الفحم

 

و أسهلُ إستخراجاً من الأرض
.و المعالجة

 

يستغرقُ 100 رجل في الأسبوع
لتزويد سفينة بالفحم

 

لكن مع النفط رجلٌ
واحد يُمكنه عمل المهمة

 

.في يوم واحد

 

بعد سنةٍ من نصر شومان في الصحراء

 

.إندلعتِ الحربُ العالمية الأولى

 

.أعيد تدوير مُجمعاته الشمسية إلى أسلحة

 

حُلم فرانك شومان بحضارة
مُعتمدة على الطاقة الشمسية

 

سينتظر لقرنٍ آخر

 

.قبلَ أن يولَدُ من جديد

 

يوجدُ مصدر طاقة نظيفة مستدامة آخر

 

.للعالم

 

,الرياح نفسها مُدارة بالطاقة الشمسية

 

لأن شمسنا تسوقُ
.الرياح و الأمواج

 

و على عكس المُجمعات الشمسية

 

تستهلك مزارع الرياح
أراضٍ قليلة

 

and none at all, if offshore,

 

.حيث الرياح الأقوى

 

إن استطعنا حتى إستغلال
واحد بالمائة من قوتها

 

سنملك طاقة كافية
.لتشغيل حضارتنا

 

و طاقةٌ شمسية أكثر تسقط
على الأرض في ساعة

 

من كل الطاقة التي تستنفذها حضارتنا

 

.في سنةٍ كاملة

 

إن استطعنا إستخدام جزء بسيط

 

من طاقة الشمس و الرياح المتوفرة

 

يُمكننا تزويد كل إحتياجاتنا من الطاقة
,إلى الأبد

 

و من دون إضافة أي
.كربون للغلاف الجوي

 

.لم يفُتِ الأوان

 

.فهناك مُستقبل يستحقُ ان نقاتل من أجله

 

كيفَ لي أن أعلم؟

 

كل واحد منا جاء
من خطٍ طويلٍ من الناجين

 

.لا قيمة لنوعنا إن لم يتكيف

 

كان هذا فقط بسبب أن أسلافنا
تعلموا

 

التفكير على المدى البعيد
,و تصرفوا وِفقاً

 

.لوجودنا هنا

 

لقد عانينا من أوقات عصيبة

 

و تمكنا من إجتيازها
.لنرقى إلى مستويات جديدة

 

في الواقع أن أكثر إنجازات الإنسان
الإسطورية

 

.خرجت من أشد أوقاتنا ظُلمةً

 

كان هناك عالمٌ ذات مرة

 

مُمونٌ ب 60 ألف سلاح نووي
.على أُهبةِ الإستعداد

 

المتحاربونَ كانوا

 

,أقوى دولتان على الأرض

 

و كانتا عالقتان في عناقٍ مُميت

 

أقسم كل منهم بأنه يُفضلُ رؤية

 

كُل مانُحب مدمراً

 

.على أن يقبل برغبة الآخر

 

,عندما كنت بعمر ثلاثة سنوات

 

أضخم إنفجار صنعه الإنسان
على مدى الزمن

 

.فُجِّرَ بواسطة الإتحاد السوفيتي

 

هدأَ ذلك الرعب
.ليُستبدل بِمخاوف جديدة

 

خطرأن أكبر ألفين مدينة
,على الأرض

 

ستُختزل إلى أنقاض في فضاء
ظهيرة يومٍ ما

 

.يعني فنائهم

 

سباق التسلح النووي بين
الولايات المتحدة

 

,و الإتحاد السوفيتي

 

.كان لهُ مُحصلة أخرى

 

مُهمات أبولو إلى القمر
كانت إمتداد

 

لسباق التسلح الذي
.إستعرَ بينهم

 

إرسال بشر في مدار حول الأرض

 

أو الذهاب إلى القمر
بحاجة إلى

 

صواريخ كبيرة و قوية و موثوقة
تماماً كالتقنية

 

التي ستحتاجها لحمل
,رأس حربي نووي

 

لمنتصف الطريق حول الكوكب

 

.لتدمير مُدن عدوك الكُبرى

 

أؤمنُ بأن هذه الأمة

 

يجب أن تلتزم
,لتحقيق الهدف

 

قبل أن ينقضي هذا العقد
بإنزال رجلٍ على القمر

 

و إعادته سالماً
.إلى الأرض

 

خِطاب الرئيس كينيدي عام 1961

 

,ألهبَ الأمة

 

و تضمن كثيراً
مما اُعتبِرَ و بشكل مُلاحظ تنبوئي

 

لكن من دون أي كلمة عن
الهدف العلمي

 

.من الذهاب إلى القمر

 

,لا أسئلة عن منشأ القمر

 

أو الأمل في إحضار عينات
.للتحليل

 

لا, مهمات أبولوا صُوِّرَت

 

كهيمنةِ القوة المتفوقة

 

.و دقة صواريخنا الإستراتيجية

 

لكن شيء مُسلٍ حدث لنا

 

.على طريقنا إلى القمر

 

...نظرنا بإتجاه الوطن

 

--و اكتشفنا عالم آخر

 

.عالمنا

 

للمرة الأولى
نحنُ قاطنوا الأرض

 

تمكنا من التراجع و مشاهدتها
على حقيقتها

 

عالم واحد لا يتجزء

 

.و صغير في السياق الكوني

 

مهما كان السبب الذي من أجله
جندنا المصادر الهائلة

 

,اللازمة لبرنامج أبوللو

 

و مهما كان متورطاً بحربٍ
باردة قومية

 

,و آلات الموت

 

الإقرار المحتَّم
بوحدة

 

و هشاشة الأرض

 

,هو مكسبه الواضح و المضيء

 

.الهدية غير المتوقعةَ من أبوللو

 

مشروعٌ تُصورَ
في تنافس مميت

 

.مكننا من إدراك وحدتنا

 

أيُّ عملاقٍ شيَّدَ
هذه الأعجوبة؟

 

كان شعبُ ال إيفاجاو
في الفلبين

 

بالعمل فقط بأيديهم

 

قبل حوالي عشرة آلاف سنة
إستغلَّ أسلافنا في جميع أنحاء العالم

 

شكلاً آخر
,من تغير المناخ

 

المناخ اللطيف
لتوقف العصر الجليدي

 

.إخترعوا الزراعة

 

,تخلوا عن الترحال الدائم

 

و الصيد و التجمع
و الذي كان طريقتهم في العيش

 

,لملايين السنين تقريباً

 

.ليستقروا و ينتجوا الطعام

 

إكتشفوا طريقةً لحصاد

 

عشرة إلى مائة مرة طاقة
شمسية أكثر

 

مما زودته البيئة طبيعياً
.لأسلافهم

 

قام البشر في أنحاء العالم
بالإنتقال الصعب

 

من ثقافاتٍ مُترحلة
,إلى ثقافات زراعية

 

و التي استخدمت طاقة الشمس
.بفاعليةٍ أكبر

 

.أعطت نهضةً للحضارة

 

نقِفُ على أكتاف أولائك
الذين انجزوا العمل الصعب

 

.الذي أحتاجه تحولٌ أساسي كهذا

 

.و الأن.. يحينُ دورنا

 

...ذات مرة كان هناك عالم

 

إن كان للحياة أن تظهر في الزهرة
ماكان أن يكونُ لها فرصة

 

في تفادي المصير الجحيمي
.لهذا العالم

 

تأثير هذا الإحتباس الحراري الجامح
كان غير قابل للتوقف

 

...ذات مرة

 

...كان هناك عالم

 

.عالمنا

 

.و ذلك العالم الأن

 

لا توجد معوقات علمية أو تقنية

 

لحماية عالمنا

 

.و الحياةُ الثمينة التي يدعمها

 

كل شيء يعتمد

 

..على مانُقَدِّرُ فعلاً

 

و إن استطعنا إستحضار الرغبة
.إلى فعل

 

,لكن لماذا القمر
يقولُ البعض؟

 

لماذا إخترنا هذا كهدفٍ لنا؟

 

,و قد يسألون أيضاً

 

لماذا تسلُّق أعلى جبل؟

 

...إخترنا الذهاب إلى القمر

 

...إخترنا الذهاب إلى القمر

 

إخترنا الذهاب إلى القمر
في هذا العقد

 

,و عمل الأشياء الأخرى

 

ليس لأنها سهلة
.لكن لأنها صعبة

 

ترجمة: فهمــــي علــــوان